أفاد تقرير صادر عن منظمة الدفاع عن حقوق شعب أزواد أن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر يقتلون مدنيين أكثر من الجهاديين.

الجهاديون

أما الجهاديون الذين لديهم أجندات أخرى غير جبهة تحرير أزواد ولا علاقة لهم بقتالهم، فقد عاثوا في الآونة الأخيرة فسادًا في منطقة الساحل. ففي الأول من يونيو 2025 فقط، وقع ما لا يقل عن ثماني هجمات استهدفت مقرات عسكرية ومركبات تابعة للجيشين المالي والبوركينابي في مناطق مختلفة من قبل جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وسيطرت الجماعة على خمس قواعد عسكرية استراتيجية.

ثماني هجمات في يوم واحد؟ هذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة هذه الجماعات على العمل بشكل متزامن عبر الحدود في منطقة الساحل. هناك خطر وشيك من التدهور الأمني الحاد في هذه المنطقة. ولا توجد حتى الآن أي حلول سياسية فعالة في الأفق. ومع ذلك يبدو أن الجيش المالي و"فاغنر" يقتلان من المدنيين أكثر مما يقتل الجهاديون!

ولأنهم لا يركزون على الإرهابيين، فإنهم يستهدفون السكان المدنيين الأزواديين في سعيهم للإبادة الجماعية لإفراغ أزواد من سكانها الذين يعيشون فيها منذ أجيال. فالإبادة الجماعية هي أولويتهم وليس الإرهابيين. وقد يكون هذا الأمر خطيراً جداً بما أن الإرهابيين (الذين ينشطون في الغالب في المناطق الوسطى والجنوبية وليس في أزواد في الشمال) يستولون أكثر فأكثر. وقد يكون هناك رد فعل عكسي وحشي.

وقد تم تحديث حصيلة القتلى، ووفقًا لمصادر مؤكدة فإن عدد القتلى في بوليكسي يزيد عن 100 جندي ولكن قد يكون العدد أكبر من ذلك وربما أيضًا مرتزقة فاغنر لأن فاغنر المتمركزين هناك عادة ما يقومون بدوريات في المنطقة. وبصرف النظر عن عدد الجنود القتلى من الجنود هناك أيضًا تقارير تفيد بأن الجهاديين يحتجزون 22 جنديًا أسيرًا كرهائن.

بينما تهاجم الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تيسيت، تهاجم جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا مرة ثانية بولكيسي. وفاما تستهدف سيارات المدنيين Djanchaché/Kidal.... أليس من الواضح الآن ما قيل منذ فترة طويلة على الجانب الأزوادي من الصراع بين مالي وأزواد - أن مالي تستهدف المدنيين فقط وليس الإرهابيين؟ انظروا إلى كل هؤلاء الإرهابيين الذين يعيثون في الأرض فساداً وفاما ترسل طائرات بدون طيار على المدنيين...

مجموعة دعم الأزواد

06-04-25


ستفهم مالي في نهاية المطاف أن المقاربة العسكرية البحتة لها حدودها. وعندها ستفتقد بمرارة الأيام التي كان المجتمع الدولي يضغط فيها على هيئة أركان الجيش المالي، وعندما قامت الجزائر، المخلصة لدورها كوسيط، بصياغة اتفاقات 2015 بناء على طلبها.

كان من شأن هذه الاتفاقيات أن تسمح لها بالتفاعل مع السكان المحليين مع تعزيز وجودها في المناطق التي لا تزال ضعيفة. ولكن لا! لقد اختارت حركة "مالي كورا"، بقيادة السجين السابق في تنسيقية الحركات الأزوادية عاصمي غويتا ووكيله الروسي فاغنر، تجاهلها في أول فرصة سانحة، مستهينة بذلك بالقوة التي يمكن أن تنشأ من قلب جريح، من شعب عزيز ومهمش منذ زمن طويل مثل انفصاليي تنسيقية الحركات الأزوادية في ذلك الوقت وجبهة تحرير أزواد اليوم.

أما بالنسبة للعواقب، التي لم تكن متوقعة في الآونة الأخيرة، فلم تتأخر كثيراً. فالإرهابيون الآن أكثر قوة من أي وقت مضى، و جبهة تحرير أزواد)ﻫ( جبهة تحرير أزواد، من جانبها، لم تبدأ حتى في تحرير أزواد. ولا أعتقد أنه من المفيد أن نطلب منا الدخول في حوار من جديد إذا فقدنا السيطرة على الوضع غدا، وهو ما حدث بالفعل. ويمكنني أن أؤكد لكم أنه هذه المرة، لن تتمكن الجزائر ولا المجتمع الدولي من فرض اتفاقات جديدة علينا لا تناسبنا.

ريسا آغ

06-04-25


arAR
Powered by TranslatePress