
قضية الأزوادي هي واحدة من أقدم قضايا العدالة والتحرير في العالم.
الصراع بين مالي وأزواد معقد، إنه مثل جحر أرنب، أو خلية نحل، أو مثل فتح صندوق باندورا... إنه وضع فوضوي متعدد الأوجه زرعته فرنسا ذات يوم. لقد جاؤوا واحتلوا البلاد ثم سلموها لدولة أنشأوها بأنفسهم، كوسيلة للاحتفاظ بالسلطة، مثل ذراع استعماري طويل الأمد.
الحل؟ نعتقد أن جزءًا من الحل يكمن في إدراك أن أزواد ومالي دولتان مختلفتان أُجبرتا على الاتحاد رغمًا عن إرادة الشعب الأزوادي.
ويبدو أن الشعب المالي آنذاك لم يكن يعلم حتى بما حدث. ففي عام ١٩٦٠، سأل صحفي المارة في شوارع باماكو: "ما هي مالي؟" وكانت بعض الإجابات:
- "إنه أمر معقد للغاية."
- "مالي هي جمهورية ألمانيا الديمقراطية."
- "مالي عبارة عن اتحاد... بين السودان والسنغال."
- "مالي حزب سياسي يتكون من قادة أفارقة سود."
الإجابات التي حصل عليها تعكس وتؤكد أنه لا يوجد تعريف حقيقي لمالي لأنها دولة مصطنعة.
يوجد فيديو لهذه المحادثات في منشور حول هذا الموضوع.
الأمر التالي الذي يجب فهمه هو أن مالي وأزواد لن يجتمعا أبدًا. أولًا، لأنهما شعبان مختلفان، وثانيًا، مالي... ارتكاب إبادة جماعية على الأزواديين، وقد وصل الأمر الآن إلى أنه لا مجال لأي "اتفاقيات سلام". لن يكون هناك سلام بينهم حتى يحصل الأزواديون على الاعتراف بهم واستقلالهم الشرعي.
يقول البعض أن الأزواديين يتمردون ضد "دولتهم" ظلماً، ولكن هذا يتجاهل وينكر تاريخ هذا الصراع، وأن الأزواديين ليسوا سبب هذا الصراع، بل هم الضحايا.

ثانيًا، دولةٌ تستخدم قوى خارجية مثل مرتزقة فاغنر الروس، إحدى أسوأ الجماعات المسلحة الإجرامية في العالم، والتي تجند سجناءها، والمعروفين بقسوتهم الصارخة ضد المدنيين، والمصنفين رسميًا كجماعة إرهابية من قبل المملكة المتحدة، ثم تستخدم طائرات تركية مُسيّرة لقتل السكان؟ هل ينبغي للأزواديين أن يعتبروا مالي "دولتهم الخاصة"؟ هذا أمرٌ سخيفٌ للغاية، لولا خطورة الوضع.
وخطورة الوضع عميقة. فقد كُشف عن وجود جيش (القوات المالية، فاما) يضم حتى أفرادًا القيام بأعمال أكل لحوم البشر على ضحاياهم، نعم، أفعال أكل لحوم البشر! هذا هو مدى العمق الذي يصل إليه الأمر.
هذا شعب يريد أن يكون حراً، يريد أن يكون حراً من البربرية التي يمارسها أناس ليسوا منه، ولا ينتمون إلى أرضه.
هذا شعب يريد استعادة أرضه التي ولد فيها هو وأجداده، ويريد وقف هجمات الطائرات بدون طيار التي تقتل عائلات بريئة بأكملها، ويريد العدالة، لا تزال تقاوم! كما فعلوا دائمًا ضد الاستعمار، وتصفهم مالي بـ"الإرهابيين"؟
لكن هذا لن يدوم طويلًا. عاجلًا أم آجلًا، سينعكس شرهم عليهم، بطريقة أو بأخرى. الحل الوحيد لهذا الوضع ولوضع المنطقة بأسرها هو: الاستقلال التام لأزواد عن مالي.
وهذا حقهم الشرعي، والقضية قديمة، وقد ظلموا بشدة منذ زمن طويل جداً (ستينيات القرن الماضي).

طُرح على مواقع التواصل الاجتماعي هذا السؤال: أي نظام هذا الذي يبيع مواشي الفقراء لسداد ديونه للمرتزقة الأجانب، ثم يرتكب مجازر بحق شعب أزواد، الذي يُنهب ويُذبح أمام أعين العالم، والضمير الإنساني غائب؟ إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن، فمتى سيتحرك؟
مجموعة دعم الأزواد
19-04-25