
1. هل كان من الممكن إنشاء دولة تسمى أزواد منذ عام 1958؟
نعم، كان ذلك ممكناً تماماً.
كان عام 1958 لحظة محورية بالنسبة لأفريقيا كلها، حيث تم تحرير العديد من البلدان من الاستعمار.
ولو أرادت الجزائر - أو أي دولة مجاورة أخرى - دعم إنشاء كيان أزواد، لكان الطريق ممهداً في ذلك الوقت.
لكن الواقع؟ لقد تُركت المنطقة لمصيرها، بين التهميش الفرنسي وتواطؤ بعض الدول التي كانت تخشى "العدوى الليبرالية".
2. في عام 2012، عندما أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد استقلالها، هل دعمتها الجزائر؟
الإجابة المختصرة: لا.
لم تدعم الجزائر استقلال أزواد، بل على العكس تمامًا:
وقد استضافت محادثات السلام، ولكنها دعت دائماً إلى "الحكم الذاتي" بدلاً من "الاستقلال".
وأنشأت ودعمت حركات منافسة للحركة الوطنية لتحرير أزواد (مثل الجماعات المسلحة القائمة على أساس الدين أو القبيلة)، بهدف تقسيم شعب أزواد.
وأعربت عن خشيتها من أن يؤدي إنشاء دولة أزواد إلى تشجيع الطوارق في جنوب الجزائر على المطالبة بحقوقهم، وربما أكثر من ذلك.
3. هل هناك دوافع اقتصادية؟
بالطبع.
الجزائر غنية بالموارد، لكن جنوبها حساس للغاية ويشكل امتداداً طبيعياً لإقليم أزواد (ثقافياً وجغرافياً).
ومن شأن أي استقرار أو "نموذج نجاح" في أزواد أن يشجع سكان هذه المناطق على المطالبة بإصلاح شامل لإدارة ثرواتهم وأراضيهم.
وبالنسبة للنظام الجزائري، يمثل هذا الأمر تهديدًا اقتصاديًا واستراتيجيًا لا يمكن تحمله.
خاتمة:
الجزائر دولة محورية تحب أن تلعب دور الوسيط، ولكن دون أن تفقد سيطرتها.
فبالنسبة لها، فإن إقامة دولة أزواد بمثابة نار تحت الرماد داخل حدودها.
وهكذا، فإن كل خطوة نحو استقلال أزواد تقابلها خطوة مضادة من الجزائر... وغالبًا ما يكون ذلك باسم "الاستقرار الإقليمي".
صوت حرية أزواد
10-04-25