
مقتطفات من كلمة السيد بلال أغ شريف رئيس الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد اليوم 4 سبتمبر 2024
مواطني الأعزاء،
أتوجه إليكم بامتنان لا حدود له على الشجاعة والصمود اللذين تظهرانهما كل يوم في مواجهة الهجمات والظلم الذي يجتاحنا. لقد جسدتم الكرامة والقوة التي تشكل جوهر نضالنا من أجل أزواد.
يتعين علينا أن ندرك أن السلام الحقيقي مستحيل ما دامت قضية أزواد لم تُحَل بعد. ولا يمكن بناء السلام على أساس تسويات تخون سعينا المشروع إلى الاعتراف والعدالة.
إن الاتفاقات التي أبرمتها بعض الدول والشركات العالمية مع الانقلابيين، دون موافقتنا، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الفشل. هذه الاتفاقات ليست سوى سراب، عاجزة عن إرضاء تطلعاتنا الحقيقية. ولا يمكنها أن تقدم لنا الاستقرار أو الرخاء.
إننا نشعر بالانزعاج الشديد إزاء الصمت المتواطئ من جانب الدول المجاورة والاتحاد الأفريقي والمنظمة الإسلامية العالمية ومنظمات حقوق الإنسان، بل وحتى الأمم المتحدة. ويبدو أن هذا الصمت في مواجهة الأهوال التي يتعرض لها شعبنا يوحي بأن آلامنا يتم تجاهلها. ونحن ندعو العالم إلى فتح عينيه على التطهير العرقي المنظم بعناية من جانب المجلس العسكري في باماكو ضد شعبنا.
كما يجب أن نكون واضحين: لن يكون هناك سلام طالما بقي هذا النظام في مكانه. ومن الواضح أن طريقنا الوحيد هو النضال للدفاع عن حقوقنا ووجودنا. إن المجلس العسكري في باماكو ينفذ مشروعًا شريرًا للإحلال الديموغرافي، يهدف إلى محو شعبنا من أرضه. لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي في مواجهة هذا التهديد.
إنني أوجه نداءً قوياً إلى جميع الأزواديين ـ زعماء القبائل، والزعماء الدينيين، والمثقفين، والصحفيين ـ للالتفاف حول الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد. فلنعمل على توحيد قوانا بعزم متجدد لحماية شعبنا والحفاظ على كرامتنا.
من المثير للصدمة أن راتب مرتزق من ميليشيا فاغنر يفوق راتب ضابط كبير في الجيش المالي. إن هذا الظلم القاسي يكشف عن عالم يبدو فيه أن اللاإنسانية لها الأسبقية على القيم الأساسية للحقوق والكرامة.
منذ عام 1963 وحتى اليوم، سعت الأنظمة المتعاقبة في مالي بشكل منهجي إلى سحق شعبنا عندما تعززت سلطته. إن هذه المحنة المستمرة تتطلب منا الصمود والنضال الدؤوب لحماية وجودنا وقيمنا.
إن قضية أزواد ليست مجرد قضية سياسية؛ بل هي قضية تاريخية، لا تهدف إلى التوسع. وتمتد حدود أزواد إلى شمال مالي، بما في ذلك غاو، وتمبكتو، وتاودينيت، وكيدال، وميناكا. ونحن نظل متمسكين بتاريخنا وأرضنا.
بكل عزم وأمل أدعوكم للسير معًا نحو مستقبلنا، محافظين على كرامتنا، ومدافعين عن قضيتنا بقوة لا تتزعزع.
عاشت أزواد حرة مستقلة!
*مقتطف من كلمة السيد بلال أغ الشريف، الأمين العام للإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد (CSP_DPA).
04-09-24