
مقدمة
وفي السنوات الأخيرة، تعرضت مناطق واسعة من أزواد لموجات من العنف والتدمير نتيجة تصرفات الجماعات الإرهابية وقوات الاحتلال المختلفة، بما في ذلك الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس. وشهدت مناطق مثل منكي وكيدال وتمبكتو دمارًا واسع النطاق وسط تصاعد العنف، مما أدى إلى تجريد السكان من أراضيهم ومنازلهم، بالإضافة إلى نهب الممتلكات والنزوح الجماعي.
منطقة مينكي: الدمار على يد الجماعات الإرهابية
تعرضت منطقة منكي التي كانت تعتبر من المناطق الحيوية في أزواد إلى تدمير واسع النطاق من قبل تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، ومنذ عام 2021 بدأت الجماعات الإرهابية بتنفيذ عمليات عسكرية تهدف إلى فرض سيطرتها على هذه المنطقة، حيث تم تدمير العديد من القرى والمنازل وتهجير السكان قسرا.
لقد تم تدمير العديد من المرافق الحيوية مثل المدارس والمراكز الصحية، وكذلك الأماكن الدينية والثقافية. لقد قامت هذه المجموعات بتفجير المباني والسيطرة على المنطقة بالقوة، مما جعل الحياة في المنطقة شبه مستحيلة. وكان الهدف الرئيسي من هذا الهجوم هو تهجير المدنيين وإضعاف أي مقاومة شعبية ضد هذه المجموعات.
منطقة كيدال: الدمار الذي خلفته قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر
من جهة أخرى، شهدت مدينة كيدال، التي كانت تعتبر معقلا لحركة أزواد، أيضا دمارًا واسع النطاق على يد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس. ومنذ عام 2021، تسعى القوات المالية إلى استعادة السيطرة على كيدال بمساعدة قوات فاغنر الروسية، وهو ما أسفر عن ممارسات قمعية شملت قصفًا عشوائيًا للمناطق السكنية وتهجير السكان.
وقد ارتكبت هذه القوات العديد من الانتهاكات الموثقة، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق السكنية، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين. كما تم تدمير البنية التحتية في كيدال بالكامل، بما في ذلك الطرق والمستشفيات والمدارس، مما جعل الحياة اليومية في هذه المنطقة أكثر صعوبة. وقد اتسمت قوات فاغنر الروسية بالوحشية في تنفيذ العمليات العسكرية، مما أثار العديد من التساؤلات حول نواياها في المنطقة.
منطقة تمبكتو: استهداف المدنيين من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر
أما تمبكتو، وهي إحدى أقدم المدن التاريخية في المنطقة، فقد تعرضت للتدمير على يد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية. ومنذ عام 2022، شنت هذه القوات هجمات على تمبكتو، استهدفت البنية التحتية الرئيسية والمرافق الحيوية.
وخلال هذه العمليات، تعرضت العديد من الأحياء السكنية والمراكز التجارية للقصف، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات من المدينة. وشهدت تمبكتو العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، حيث تم نهب الممتلكات الخاصة، واعتقال المدنيين تعسفيا، وممارسة التعذيب ضد السكان المحليين. وعملت قوات فاغنر إلى جانب الجيش المالي في تنفيذ هذه العمليات بشكل منسق، حيث اتسمت العمليات العسكرية بالعنصرية والتطهير العرقي ضد بعض الفئات السكانية.
تأثير هذه الهجمات على السكان المحليين:
لقد أدى الدمار الهائل الذي لحق بمناطق كيدال وتمبكتو ومنكي إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب العنف المستمر. لقد فقدت هذه السكان سبل عيشهم وباتوا معرضين لتهديدات يومية من هذه الجماعات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني المجتمعات المحلية من عواقب نفسية واجتماعية خطيرة بسبب الخوف المستمر من الهجمات المتكررة.
الحقيقة على الأرض والأسئلة:
إن استمرار العمليات العسكرية للجيش المالي ومرتزقة فاغنر يؤكد أن هذا الصراع ليس مجرد صراع بين الجماعات الإرهابية والحكومات المحلية، بل هو صراع شامل يهدف إلى تدمير الناس والحياة في هذه المناطق. وفي ظل هذه الظروف، يطرح السؤال: هل الصمت على هذه الجرائم هو قبول بالوضع الراهن، أم أن الحديث عنها هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة؟
لا يمكن لأي طرف أن ينكر الحقيقة بشأن الدمار الذي ألحقته هذه القوات بمناطق أزواد. ولابد من قول الحقيقة، ولابد أن نرفع أصواتنا ضد كل الأطراف المتورطة في تدمير هذه الأرض وشعبها.
خاتمة:
إن الدمار والنزوح الجماعي الذي تشهده منطقة أزواد في مناطق مثل منكي وكيدال وتمبكتو يتطلب تحركا عاجلا على المستويين الدولي والمحلي لوقف هذه الانتهاكات. ولابد من تسليط الضوء على دور الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس في هذا الدمار، ووضع حد لهذه الجرائم التي تزداد فتكاً يوما بعد يوم.
نحن بحاجة إلى تقارير مفصلة وصادقة تكشف الأبعاد الإنسانية والسياسية لهذا الصراع للعالم، ونحن نواصل النضال من أجل العدالة والكرامة للشعب الأزوادي.
صوت الحرية الازوادي 10-03-25