
كشف الحقيقة التي يحاول البعض طمسها وراء شعارات زائفة. قضية أزواد ليست مجرد ادعاء، بل معاناة شعبٍ تعرّض للقمع والتهميش لعقود، وواصل نضاله المشروع من أجل تقرير المصير وحقوقه الأساسية. جيش أزواد لا يشن حروبًا توسعية ولا يستهدف الأبرياء، بل يدافع عن أرضه وشعبه ضد جيش احتلال ارتكب مجازر موثقة، وضد ميليشيات مأجورة تمارس الإبادة الجماعية والتهجير تحت غطاء رسمي.
عندما تُصنّف المقاومة المشروعة لشعب مُضطهد كإرهاب، بينما تُتجاهل الانتهاكات اليومية التي يرتكبها الجيش المالي والميليشيات التابعة له، فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق بتبرير موقف أزواد، بل بالمعايير المزدوجة المُستخدمة لوصف الإرهابيين والمدافعين عن قضيتهم. هل يُطلق مصطلح "إرهابي" على من يُقاتلون على أرضهم دفاعًا عن شعبهم، أم على من يقتلون المدنيين ويحرقون القرى ويُهجّرون العائلات؟
يجب أن تكون مناقشات الإرهاب متوازنة وعادلة. لا يمكن لمن يدعمون آلة القمع والتطهير العرقي أن يُحاضروا عن الإرهاب. فالقوى التي تدّعي مكافحة الإرهاب لم تفعل شيئًا سوى استهداف المدنيين، وتنفيذ إعدامات ميدانية، وخلق الفوضى لتبرير استمرار احتلالها. في المقابل، يلتزم جيش أزواد بمبادئ القتال العادل، ويحترم السجناء، ويحمي السكان الأصليين الذين هم جزء من هذه الأرض، وليسوا ضحايا أجندات سياسية أو حملات تضليل إعلامية.
لن يُكتب التاريخ بأهواء الأنظمة الظالمة، بل بدماء الأحرار الذين يدافعون عن كرامتهم. إن من يُصرّون على غضّ الطرف عن الجرائم الحقيقية أثناء مهاجمتهم لمقاومة أزواد يكشفون عن موقفهم الحقيقي: ليس رفضًا للإرهاب، بل دعمًا للاحتلال والظلم.

هنا، يُشهد أسرى الحرب الذين وقعوا في أيدي قوات #A أزواد خلال معركة أشبيريش قبل ثمانية أشهر على الفرق الشاسع بين من يدافعون عن أرضهم بشرف ومن يرسلون جنودهم للقتال في أرض ليست لهم دون قضية عادلة. يعيش العقيد إبراهيم سيديبي، المعروف باسم إبراهيم توري، وأسرى آخرون في ظروف أفضل مما كانوا عليه في ثكناتهم العسكرية، ليس لتمتعهم بامتيازات، بل لأن أخلاقيات مقاتلي أزواد تُلزم بمعاملة السجناء معاملة إنسانية، على عكس ما يفعله الجيش المالي بالأبرياء من قتل وتعذيب وتهجير قسري.
لقد كانت معركة أشبيرتش لحظة فاصلة كشفت عن هشاشة الجيش المالي على الأرض في أزواد، حيث سقطت ثكناته واحدة تلو الأخرى، تاركة وراءها جنوداً مهزومين وأسرى يعاملون بكرامة أكبر مما كانوا يتلقونه تحت قيادة حكومة لم تهتم حتى بمصيرهم.
هذه مفارقة. هذا وحده كافٍ لكشف هوية الإرهابيين الحقيقيين ومناصري القضية العادلة. لقد أثبتت قوات أزواد أنها تعامل السجناء وفقًا للمبادئ الإنسانية، بينما تمارس قوات الجيش الشعبي لتحرير أزواد الإعدامات الميدانية والتعذيب وحرق القرى بدم بارد.
أما من يسخرون من مصير أسرى جيشهم، فعليهم أن يسألوا أنفسهم: لماذا أصبحت قواتهم عاجزة عن الصمود في وجه مقاومة أزواد؟ لماذا تتكرر الهزائم والأسر في كل مواجهة؟ ولماذا لا تجرؤ حكومة باماكو على المطالبة بجدية بأسراها؟ ببساطة، لأنهم، بالنسبة لهم، مجرد أرقام، بينما هم، بالنسبة لشعب أزواد، دليل آخر على فشل الاحتلال العسكري وانتصار قضية التحرير.
يُكتب التاريخ الآن، وسيروي للأجيال القادمة كيف قاوم شعب أزواد بشرف بينما وقع المحتل في فخ غطرسته. سيروي التاريخ كيف أن الشعوب المناضلة من أجل حريتها لا تُقهر، مهما حاول المحتل فرض واقع زائف بالسلاح والقوة. الاحتلال والطغيان لا يدومان، وسيُحاسب مرتكبو هذه الفظائع، إن لم يكن اليوم فغدًا، فالعدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت.
المسألة الحقيقية هنا ليست ما إذا كان السجين إبراهيم توري يطبخ أم لا، بل ما تكشفه هذه القضية عن طبيعة هذا الصراع. إبراهيم توري، كغيره من السجناء، يُعامل معاملة إنسانية ووفقًا لقوانين الحرب، على عكس آلاف المدنيين الأزواديين الذين تعرضوا للمجازر والتعذيب والتهجير على يد الجيش المالي.
إذا بدا بائسًا، فليس ذلك لأنه يُعِدّ العدة، بل ربما لأنه يُدرك أن حكومته تخلت عنه، وأن جيشه ينهار، وأن الحرب التي أُلقي فيه لم تكن سوى وهم قائم على الظلم والاضطهاد ضد شعب لا يطالب إلا بحقوقه المشروعة.
لا يزال حيًا يرزق، ليس بفضل رحمة النظام المالي، بل بفضل أخلاق مقاتلي أزواد، الذين يحترمون حتى أعداءهم عند أسرهم. إنه درسٌ في الشرف يجب أن يتعلمه من يرتكبون جرائم قتل وتعذيبًا بحق المدنيين الأبرياء. في هذا الصراع، لا يكمن البؤس الحقيقي في وضع السجين الذي يُعامل بكرامة، بل في نظام لا يعرف سوى الحكم بالإرهاب والظلم.
خميدون_أغ_توماست
17-03-25
مجاني✊#Azawad✌
جيش أزواد لا يشن حروبا توسعية ولا يستهدف الأبرياء.
بل إنها تدافع عن أرضها وشعبها ضد جيش محتل ارتكب مجازر موثقة، وضد ميليشيات مستأجرة تمارس الإبادة والتهجير تحت غطاء رسمي.