مقدمة: تنتهج الجزائر سياسات متنوعة تجاه الطوارق في مناطقها الجنوبية وفي أزواد، بهدف التأثير على هويتهم وثقافتهم وأجندتهم السياسية. ففي حين تعتمد الجزائر في الهقار وطاسيلي نازجِر على التعريب وفرض القومية العربية، تلجأ في أزواد إلى دعم الجماعات الإسلامية واستغلال عوامل عدم الاستقرار.
- سياسات التعريب والقومية العربية في الهقار وطاسيلي نازجِر
تعمل الدولة الجزائرية على فرض اللغة العربية كلغة رسمية في التعليم والإدارة، والحد من استعمال التاماشق كلغة يومية.
تهميش ثقافة الطوارق من خلال وسائل الإعلام والسياسات الثقافية التي لا تمثل التراث الطوارقي.
تشجيع الهجرة الداخلية والتغيير الديمغرافي لتقويض هوية الطوارق في الجنوب.
قمع الحركات الثقافية التي تسعى إلى إحياء التراث الطوارقي ومحاربة الطوارق المطالبين بالاعتراف بهويتهم.
- دعم الإسلاميين والجماعات المسلحة في أزواد
منذ اندلاع الصراع في أزواد، لوحظت علاقة معقدة بين الدولة الجزائرية وبعض الجماعات المسلحة ذات الانتماء الإسلامي.
استخدام الجماعات الجهادية كأداة لتقويض مشروع استقلال الطوارق أو الفيدرالي.
التلاعب بالمفاوضات السياسية لمنع أي حل من شأنه أن يمنح الطوارق السلطة الحقيقية في أزواد.
تسهيل تحركات بعض المجموعات في المناطق الحدودية مما يخلق بيئة غير مستقرة تعيق التطور السياسي والاجتماعي في المنطقة.
- دعم الحكومة المالية على حساب الطوارق.
وتقدم الجزائر دعما مباشرا للحكومة المالية في مواجهة حركات الاستقلال الطوارقية.
وتعمل على تعزيز النفوذ المالي في أزواد من خلال تمويل وتسليح الجماعات الموالية للحكومة المالية.
وتعمل على عرقلة أي مشروع استقلالي من خلال الضغوط الدبلوماسية والإقليمية.
- النتائج والعواقب
في الجزائر يعاني الطوارق من التآكل المستمر للغتهم وثقافتهم بسبب سياسات التعريب والتهميش.
وفي أزواد، أدت سياسات الجزائر إلى تكريس الصراعات الداخلية، مما أعاق الجهود الرامية إلى بناء دولة الطوارق المستقرة أو تحقيق الحكم الذاتي الفعال.
وقد أدى ذلك إلى تفاقم الانقسامات الداخلية بين الطوارق من خلال دعم الفصائل المتنافسة، مما يجعل من الصعب بناء وحدة سياسية قوية.
الخلاصة: تُجسّد هذه السياسات نمطًا متكررًا من محاولات تفتيت هوية الطوارق ومنعهم من أن يصبحوا قوة سياسية مؤثرة. ولا تزال الجزائر تُشكّل العائق الأكبر أمام استقلال أزواد، مما يُثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه السياسات العدائية.
صوت حرية أزواد 28-03-28