منيكا: دماء الأبرياء والدمار الذي لا نهاية له

صورة توضيحية للحياة اليومية للأزواديين. منزل، ممتلكات مدنية، يقع في مكان ما في أزواد، أحرقته مرتزقة فاغنر.

REPORT – March 10, 2025, AZAWAD FREEDOM VOICE – SPEAKING THE TRUTH

مقدمة:
شهدت منطقة منيكا الواقعة في شمال مالي سلسلة من الأحداث المأساوية على مدى السنوات الماضية ألقت بظلالها على سكانها. فمنذ أن استولى عليها تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى، أصبحت منيكا ساحة معركة دامية بين الإرهابيين والجيش المالي والقوات المرتزقة، وخاصة مرتزقة فاغنر الروس. وأصبحت هذه المنطقة، التي كانت ملاذاً للعديد من عائلات الطوارق، واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الصراع.

الدمار في منيكا: إرهاب عبر الحدود
ومنذ عام 2021، أصبحت منيكا مسرحًا لعمليات إرهابية ممنهجة تشنها جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، سعيًا لتوسيع نفوذها في المنطقة. واستهدفت هذه الجماعات بشكل خاص المدنيين الأبرياء، فدمرت القرى، وأحرقت المنازل، وقتلت مئات النساء والأطفال. كما كانت الماشية، المصدر الرئيسي لكسب الرزق في المنطقة، هدفًا لهذه الجماعات.

ولكن ليس الإرهاب المحلي وحده هو الذي جلب الدمار إلى منيكا، بل إن تدخل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر أدى إلى تعميق الأزمة. ومن خلال القصف العشوائي للقرى والمرافق العامة، تم تدمير البنية الأساسية في المنطقة بالكامل تقريبًا. وتحولت المدارس والمستشفيات إلى أنقاض، وارتفع عدد الضحايا المدنيين بشكل مرعب.

النزوح الجماعي: مأساة منيكا بالأرقام
لقد تزامن الدمار المادي الذي لحق بمنيكا مع موجات النزوح الجماعي التي شهدتها المنطقة، حيث اضطر آلاف السكان إلى ترك منازلهم بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى، بعيدًا عن براميل البنادق والمجازر. وفي الوقت نفسه، عجزت المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم الكافي للنازحين، مما جعلهم عُرضة لمخاطر صحية واجتماعية عديدة.

مجازر الأبرياء: من المستفيد؟
إن ما يحدث في منيكا ليس مجرد صراع على الأرض أو السلطة، فالصراع في هذه المنطقة يكشف عن جانب آخر من المأساة: المجازر التي تستهدف الأبرياء الذين لم يحملوا أي سلاح، لكنهم كانوا ضحايا لسياسات وأجندات قوى أجنبية ومحلية لا تهتم بحياة الإنسان.

إن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشكل جزءاً من القصة، ففي الوقت الذي تعاني فيه منيكا من الدمار الكامل تقريباً، لم نشهد أي تحرك جدي من جانب المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المعنية لوقف هذه الانتهاكات.

الطريق إلى العدالة
ومن المهم أن نطرح السؤال الأهم: ماذا بعد كل هذا الدمار؟ هل هناك أي أمل في تحقيق العدالة لشعب منيكا؟ ومع تصاعد الدمار، يتعين على شعب أزواد، سواء داخل أزواد أو خارجها، أن يواصل نضاله من أجل الحقيقة والعدالة.

خاتمة
إن منطقة منيكا بحاجة إلى تسليط الضوء على ما حدث ويحدث هناك، ولابد من محاكمات علنية للمسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم، ولابد من تقديم الدعم الكامل للمتضررين من هذه الحرب المدمرة. إن الجحود والصمت إزاء ما يحدث في منيكا هو بمثابة دعم لأولئك الذين يواصلون تدمير الحياة والأرض. وعلينا أن نتذكر دائمًا أن الصمت عن الحقيقة هو إنكار، والإنكار هو علامة الشيطان.

صوت الحرية الازوادي 10-03-25


arAR
Powered by TranslatePress